مجموعة كون للطاقات المتجددة

كون … مجموعة من الشباب الواعد …. يصدف أن من بينهم شقيقتي  …
أفرادها من طلاب جامعة دمشق كلية هندسة الطاقة الكهربائية – تخصص الطاقات المتجددة…. قاموا بتأسيس موقع يهتم بالطاقات المتجددة, يأملون من خلاله نشر ثقافة استخدام الطاقات البديلة لتأمين الحاجات المتزايدة للعالم من الطاقة….
يعرفون عن أنغسهم بأنهم مجموعة ذات اهتمامات هندسية وعلمية وبيئية وتنموية تقوم بتقديم أبحاث ودراسات متعلقة بالطاقة والبيئة.
 
 
من الجدير بالذكر أن جامعة دمشق قد خرجت حتى الآن دفعتين من طلاب هندسة الطاقات المتجددة…. التي من المرجو أن تضع سوريا على قائمة الدول التي تحولت إلى الطاقات البديلة تماشيا مع الأوضاع الاقتصادية والبيئية العالمية, خاصة وأن سوريا بطبيعتها تمتاز بوفرة مصادر هذه الطاقات وتنوعها من رياح وشمس وغيرها, وما علينا إلا تأمين كوادر علمية وتدريبها على استغلال هذه الطاقات بكفائة عالية … 
 
بالتوفيق لمجموعة كون … و لكل من يسعى لرفع مستوى حياة الإنسان …
 
مقالة في جريدة الوطن تتحدث عن الموقع:
 
 

اعتصام مفتوح

 

 
انطلاقا من عروبتي
أنصب هنا خيمة مع المعارضة اللبنانية للمطالبة بحكومة وحدة وطنية حقيقية
و أدعوا اللبنانيين للتعامل مع المعارضة من منظور سياسي بعيدا عن الطائفية و المذهبية
و أن يحاولوا رؤية الصورة الكبيرة

قانا

قانا قريتان فلسطينية ولبنانية تجمعهما عراقة التاريخ

وديع عواودة-حيفا

قانا.. القرية اللبنانية الوادعة شرقي صور حفر اسمها بالذهنية البشرية في العالم بدماء أطفالها ودموع أمهاتهم الثكالى، لكن يبدو أنها ضاربة الجذور في عمق التاريخ وسبق وتعرضت للتهجير والطمس من قبل الإسرائيليين طبقا لمصادر تاريخية.

فاسم قانا ورد في الإنجيل، حسب الرواية الدينية المسيحية، عندما قام المسيح بمعجزته الأولى بتحويل الماء إلى خمر في عرس أنسبائه حيث قيل "هذه الآية الأولى صنعها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه".

وبموجب تلك الرواية كان المسيح شارك في حفل زفاف أحد تلامذته نتانئيل المدعو سمعان القانوي وهو من قانا الجليل فنفد الخمر لكثرة المشاركين فيه فكانت الآية الأولى.

ويحتفل المسيحيون في العالم بعيد العرس إحياء للمناسبة التاريخية فيما يقوم الملايين من الحجاج النصارى بزيارة قانا الفلسطينية حيث توجد كنائس قديمة يعتقد أن إحداها شهدت العجيبة وفيها يقوم الأزواج بتجديد العهد بينهما.

وفيما يقر معظم الباحثين ورجال الدين والمؤسسة الكنسية بأن قانا الجليل في فلسطين، يبدي آخرون تشككهم حيال ذلك ويشيرون إلى أن قانا اللبنانية هي الموقع المقصود وأن المسيح زارها وأجرى عجيبته فيها ليبدأ الإيمان المسيحي وتأسيس الكنيسة.

ومن أبرز أولئك الأب اللبناني الدكتور يوسف يمين الذي أكد في كتابه "قانا الجليل في لبنان" أن قانا الواردة في العهد المقدس هي قانا قضاء صور.

وأشار يمين إلى أن شمال فلسطين وجنوب لبنان يشكلان وحدة جغرافية واحدة مشيرا إلى أن الجليل متصل بلبنان اتصال الشجرة بجذورها.

ويسوق عدة حجج وأدلة تاريخية وأثرية لتثبيت نظريته حول قدسية قانا اللبنانية منها منحوتات أثرية في القرية مستوحاة من العجيبة الأولى إضافة إلى كنائس قديمة.

ولفت الأب يمين إلى أن البلبلة بين القريتين حصلت جراء أخطاء ارتكبها مؤرخون، لافتا إلى أن معظم الباحثين عن موقع قانا الجليل كانوا من الحجاج والرحالة الأجانب الغرباء ومن غير المثقفين وغير الملمين بلغات الشرق وجغرافيته وأحواله والذين حاولوا عن جهل أن يجعلوها قريبة من الناصرة.

وأضاف أنه "بعد خراب الهيكل في أورشليم والتنكيل باليهود استوطن أولئك في الجليل. وأخذ اليهود يضطهدون المسيحيين وينكلون بهم فانكفؤوا إلى الشمال في العمق اللبناني. ثم استأصل اليهود كل أثر يدل على الوجود المسيحي في الجليل، وهكذا غطى رداء النسيان بلدة قانا الجليل بعد أن طمس اليهود حتى ذكراها".

معنى قانا
واللافت أن اسم قانا وفقا للدكتور يمين يعني بالفينيقية اللون الأحمر وتقرب منها اللفظة العربية "القاني" أي شديدة الحمرة أما في الكنعانية فتعني أيضا "مقام إيل" أي إله عالمية الإنسان، وهو إله لبناني قديم.

في المقابل قال الأستاذ يوسف مطر من قانا الجليل الفلسطينية المعروفة باسم كفر كنا أيضا (بلدة قضاء الناصرة داخل أراضي 48 ويبلغ عدد سكانها اليوم 17 ألف نسمة) للجزيرة نت إن كفر كنا هي قانا الواردة بالإنجيل، ولفت إلى وجود رسومات تاريخية في كنائس البلدة تثبت كونها مكانا مقدسا إضافة إلى جرار الخمر التاريخية المعروفة بالأجاجين والتي استخدمت أثناء تحويل الماء للخمر.

وأشار مطر الذي وضع كتابا بهذا الخصوص ما زال تحت الطبع إلى أن المعايير العلمية تشير إلى أن قانا الجليل هي كفر كنا. وأضاف "وهذا بالطبع لا ينتقص من لحمتنا كأشقاء".
ــــــــــــــ
المصدر الجزيرة نت

رب ضارة نافعة

رب ضارة نافعة 

لا بد لكل من تجول في شوارع دمشق في الآونة الأخيرة أن يلاحظ الاهتمام المتزايد باحتفالية المولد النبوي , و مدى إقبال الناس على ذكر الرسول و الصلاة عليه و حث الناس على ذلك…ترى ذلك في وجوههم و في الأناشيد الدينية تصدح في حارات دمشق و أسواقها و في اللافتات الطرقية التي تسابقت الشركات و شخصيات البلد إلى وضعها منذ بداية هذا الشهر الهجري …بالطبع كانت دمشق في كل عام تحتفل بهذه المناسبة …و لكن لا أظن انها و الأمة الإسلامية قد شهدتا مثل الاقبال الملاحظ هذا العام قط … 

و إذ أرى دمشق هكذا …لا أكون إلا متأكدة كل تأكيد بأن هذا هو حال جميع المدن الإسلامية في أنحاء العالم…

و قد لا يخالفني أحدكم الرأي إذا قلت بأن هذه المشاعر المتأججة و النفوس المتلهفة لذكر الحبيب المصطفى و الصلاة عليه ما كانت إلا كرد فعل معاكس للهجمة الإعلامية الأوروبية الدنيئة على شخص الرسول صلوات الله و سلامه عليه و التي ما قصد منها إلا الإساءة للمسلمين و للدين الإسلامي …

يذكرني هذا الحدث بإحصائيات أجريت في الأعوام الأخيرة تبين تزايد أعداد الداخلين في الدين الإسلامي من الأوروبيين و الأمريكيين ..و توضح هذه الأحصائات المنعطف الكبير الذي حدث في هذه النسب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر … حيث أخذت نسبة الداخلين في الإسلام بالتزايد بشكل ملحوظ  و غير مسبوق …و هنا أيضا نعود إلى القانون الفيزيائي الشهير القائل بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار و معاكس في الاتجاه …

و هكذا أقول لكل من يريد بالإسلام شرا أن يزيدو في حقدهم و في تكريه الناس بالإسلام فهم و الله لن يزيدونا إلا إيمانا …

و أخيرا و ليس أخرا أدعوكم إلى الصلاة على خير خلق الله و التخلق بخلقه صلى الله عليه و سلم و أن تكونوا ممن ذكرهم الله في قوله تعالى :" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " آل عمران173

foreword

 

انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة الرسائل المتناقلة او foreword بشكل كبير ..

تحمل في طياتها الكثير من الاشاعات و الكلام الذي لا مصدر له و لا أساس …

بل يحمل بعضها أذية و تلاعب بعقول البسطاء من الناس ….

و غالبا ما أفكر ترى هل يقوم هذا الذي يعيد إرسال هذه الرسائل بالعشرات في اليوم الواحد بقرائتها قبل أن يرسلها؟؟؟

أشك في ذلك ….فغالبا ما تكون خالية من الصحة او غاية في السخف و الغباء  ….

 

في البدء لم تكن هذه الرسائل تزعجني كثيرا فكانت تجد طريقها إلى سلة المهملات  بيسر و سهولة …

و لكن مؤخرا بدأت هذه الرسائل تصلني من أشخاص ما عهدت منهم إلا رجاحة العقل …

فلم يعد أمر هذه المقالة يحتمل الانتظار و التأجيل …

 

لا أُنـكر وجود العديد من المواضيع المهمة و المفيدة التي يتم تناقلها في هذه الرسائل و لكن للأسف لم تسلم هذه أيضا فهي غالبا محاطة بإطار استفزازي من كلمات تشبه …

أمانة في عنقك إلى يوم القيامة أن تنشرها …

أو إن لم تنشرها فلن تستحق فضلها ..

أو أحلفك بالله العظيم أن تنشرها إلى كل من تعرف …

أو إذا لم ترسلها إلى 10 أشخاص سيصيبك كذا و كذا ….

حتى أنني في بعض الأحيان التي أجد فيها شيئا جميلا يستحق أن ارسله أعدل عن ذلك …فقط نكاية بهذة الجملة المزعجة …

 

لذا أدعوكم لمحاربة هذا النوع من الرسائل التي لا أرى فيها إلا مضيعة للوقت و مدعاة للسخرية …

و إذا وجدت في هذه الرسائل ما هو مهم فعلا و يستحق النشر بعد التحقق من صحته طبعا…أرجو منك تجريدها من العبارات التي تطلب إعادة إرسالها بالحلفان و الترغيب و الترهيب …فالرسالة الجيدة ليست بحاجة لهذا الأسلوب ….

خمر المسلمين

خمر المسلمين

هكذا وصف أهل الشام الشاي …

هذا المشروب العجيب بنكهته المحببة للنفس  قد لا يخلوا منه مجلس … فهو شراب الصغار قبل الكبار …و العامة قبل الخاصة ..فإذا تصادف و كنت في إحدى الجلسات العربية ستلاحظ حتما أن للكلام طعم اخر في حضور كوب الشاي …حيث ينتشي شاربه و يجود بحديثه ..

 

يمكن أن نقول بأن الشاي يعد المشروب الأول على مستوى الشرق الأوسط … فحسب إحصائية قرأتها سابقا عن عن أكثر الشعوب استهلاكا للشاي الأحمر تحديدا …تأتي بريطانيا و أيرلندا في الطليعة تليها مباشرة سوريا في المركز الثالث و تتبعها تركيا …و تتوالى بعدها الدول العربية بمراكز متفاوتة … كمصر و موريتانيا و المغرب …

 

لكل بلد طقوس و عادات خاصة في إعداد الشاي و شربه ..فبينما يشرب الإنكليز الشاي بأكواب كبيرة Mug … يشربه العرب بكؤوس زجاجية رقيقة و صغيرة …

في موريتانيا و المغرب  تستغرق عملية تحضير الشاي و تقديمه وقتا طويلا كدلالة على الترحيب بالضيف و الرغبة برفقته وقتا أطول ..حيث يتم صب الشاي برفع الإبريق إلى أعلى أثناء السكب في الكؤوس …و يتم نقل الشاي بين عدة أكواب بنفس الطريقة قبل أن يقدم أخيرا للضيف …

أما الصينيون اللذين يعتبرون أول من زرع و شرب الشاي يحضرون وحدهم أكثر من 1100 نوع من الشاي … و لكن أشهرها يبقى الشاي الأخضر أو الأتاي الأخضر كما يسمونه …و يتم تحضير الشاي لديهم بطقوس خاصة و يقدم للضيف بتواضع و احترام شديدين…

 

من الناحية الطبية و الصحية …يحتوي الشاي على العديد من المواد المفيدة  للجسم … فهو يحوي مضادات للأكسدة مما يساعد في مقاومة السرطان …و يحوي مواد أخرى تثبط مع الاستعمال المستمر عمل البكتريا المسببة لتسوس و نخر الأسنان …و مواد تثبط عمل الإنزيمات المسؤولة عن ضعف الذاكرة …

و الشاي الأخضر خصوصا يزيد من عملية الأيض في الجسم مما يخفض من نسبة الكولسترول في الدم ويساعد على حرق سعرات حرارية أكثر و يحد من الإصابة بالنوبات القلبية …

 

و أخيرا …يقول أهل الشام في الشاي بأنه يجب أن يكون …

أحمر مثل الشفة …و ملئان حتى الشفة …و يحرق من حرارته الشفة …

أبولودور الدمشقي

أبولودور الدمشقي Apollodorus of Damascus

لقد كان لسورية دور متميز في الإمبراطورية الرومانية، على صعيد الحكم وفي مجال العلم والثقافة والفن، ولاسيما في مجال العمارة التي اشتهرت بها سورية في العصور الكلاسيكية …وتظهر شهرتها اوضح ما تكون في فن المعماري السوري العبقري أبولودور الدمشقي الذي ولد حوالي 60 للميلادفي دمشق وتوفي حوالي 125م.

يأتي اسم أبولودور من اليونانيين القدماء نتيجة الإتصال والتعايش الكبير بينهم وبين سكان دمشق الآراميين والأنباط والتدمريين ونتيجة لتأثر النخبة المثقفة بالثقافة اليونانية

كان أبولودور الدمشقي صديقاً حميماً للأمبراطور "تراجان" Trajan ..بدأت هذه الصداقة منذ أن كان هذا الأخير يخدم كمحام عسكري في سوريا عندما كان أبوه والياً عليها .. و يذكر أن الرومان يعتبرون الامبراطور تراجان ، الذي حكم من العام 98م إلى العام 117م ، أفضل الأمراء ويسمون عهده (الأزمنة السعيدة) فكانت حروبه مظفرة في بلاد الداك Dacia (رومانيا حالياً) وأرمينيا وبلاد فارس ، وكان أبولودور المعمار الرسمي للأمبراطور الروماني ورافقه في جميع حروبه يبني له الجسور و الآلات الحربية .

لم يكن أبولودور أرستقراطيا لكنه فرض احترامه على المجتمع الروماني من خلال مواهبه الفذة والمتميزة ،وقد عاش إلى جانب الإمبراطور "تراجان" واحتل مناصب عالية في الإمبراطورية الرومانية.كان متين البنية متوازن الشخصية نبيل القسمات وجميل الرجولة فيه مهابة وعلى وجهه سمات شرقية .كان قويا يتصدى لأصعب المعضلات التقنية والفنية ،واشتهر بأنه كان جسورا في حياته استطاع أن يوقف ولي العهد "أدريان" عند حده ولا يتردد في نقده وهو في سدّة الإمبراطورية الأمر الذي كلّفه حياته .

تميزت أعمال أبولودور بالخصائص الهلنستية السورية كالزخارف وغيرها،ومن أهم هذه المنجزات التاريخية

 

 عمود تراجان الذي حوى تحت قاعه قبر الإمبراطور تراجان، حيث شيّد العمود بارتفاع 33 متراً، يلتفّ حول جذعه شريط حلزوني منحوت وملون يشمل تسجيلاً فنياً لمنجزات الإمبراطور وفي داخل العمود درج دوار.ويتفق الباحثون على أن أسلوب هذا العمود فنياً، يحاكي أسلوب المنحوتات الآشورية المشرقية. وقد أثرّ هذا العمل لأزمان لاحقة في التصاميم التذكارية في عدة بلدان أوروبية.

 

و ميدان تراجان الذي كانت الفكرة المعمارية له، ولاسيما لجهة ساحته مستمدة مما كان حول معبد جوبيتير(الجامع الأموي الآن) في دمشق.

 

والجسر العملاق على نهر الدانوب(جسر ميسيه) الذي وضع تصميمه وأنشأه على خلال الفترة بين الحربين الداكيتين الأولى والثانية105-104 ميلادي،وبنى هذا الجسر عند مضيق أبواب الحديد في الحدود الجنوبية الغربية لرومانيا،وجاء تصميمه لهذا الجسر إثر الصعوبات التي عانى منها الرومان في بناء الأساسات والركائز في هذا النهر،و لشدة غزارته كان من المستحيل عليهم تحويل مجراه،فقام أبولودور لأول مرة في التاريخ بالتصدي لمثل هذا العمل الذي يتطلب جسارة تقنية عالية فنجح في إرساء عشرين ركيزة قوية جدا في لجة النهر ثم مد الجسر بطول 1100 متر وبعرض يقارب 13-19 متر  وحصّن طرفي الجسر بالأبراج الخشبية التي استبدلت فيما بعد بالحجر ،لذلك أطلق عليه اسم الجسر الحجري.

ومن أعماله أيضا السوق التراجانية والفوروم(المحكمة) التراجاني و الحوض الشهيرالذي يتوسط ذلك الفوروم، وحمامات تراجان، والحوض السداسي في أوسيتا مرفأ روما، وميدان للسباق، وبعض أقواس النصر، ومعبد البانتيوم الشهير في روما الذي ينسب للإمبراطور هارديان·
 
كما ألف كتاب عن الات الحصار الحربية المستخدمة في ذلك الوقت و ما زال هذا الكتاب موجودا حتى الآن ..

 

قصيدة الخلود

ألا لـيــت شعــري هــل أبـيـتـن ليـلــة                         

                          بوادي الغضا أزجي الـقلاص الـنواجـيـا

فليت الغضا لم يقطع الركـب عرضـه                         

                         ولـيـت الـغـضـا ماشــى الــركــاب ليـاليـا

 لقد كان في اهل الغضا لو دنى الغضا                         

                          مـــزار , و لــكــن الــغـضا لـيـس دانـيـا

ألـم تــرنــي بـعــت الضـلالـة بالـهدى                         

                          و أصبحت فـي جـيـش ابـن عفان غازيـا

لـعـمـري لـئن غـالـت خراسان هامتي                         

                          لـقـد كـنـت عــن بـابـي خـراسـان نـائـيـا

فــلــلـه دري يــوم  أتـــرك طـــائــعــا                         

                           بـنـي بــأعــلــى الـرقــمـتـيـن  و مـالـيـا

و در الــظـبـاء الـسـانـحــات عــشـيــة                         

                          يــخــبــرن أنــي هــالـك  مــن  ورائــيـا

و در كــبــيــري الـلــذيــن  كــلاهـمــا                         

                           عــلـي شـفـيــق نــاصــح لــو نــهــانــيـا

تـــذكــرت مـن يـبـكـي عـلي فلـم أجـد                         

                           ســوى الـسيـف و الـرمح الرديني باكيـا

و أشـــقــر مـحـبـوك يـجــر عــنــانــه                         

                           إلـى الـماء لـم يـتـرك له الـدهـر سـاقـيـا

و لــمـا تـرائـت عـنـد مــرو مـنـيــتـي                         

                           و خــل بـها جـسمـي و حـانــت وفـاتـيـا

أقـــول لأصـحـابـي ارفـعـونـي فـإنــي                         

                             يــقـر بـعـيـنــي أن ســهــيــلا بـدا لــيـا

فــيــا صـحـبـي رحـلـي دنــا الــمـوت                         

                             فــانــزلا بــرابــيـة إنـي مـقـيـم لـيــالـيـا

أقـــيـمـا عـلـي الـيـوم أو بعـض لـيـلـة                         

                            و لا تـعــجــلانــي قــد تـبـيـن مـا بــيـــا

و قـومـا إذا مـا اسـتـل روحـي فـهـيـئا                         

                            لــي الـسـدر و الأكـفـان ثـم ابـكـيـا لـيــا

و خـطـا بـأطـراف الأسـنـة مـضجعي                         

                            و ردا عــلــى عــيــنـي فــضـل ردائـيـا

و لا تـحـسـدانـي بـارك الـلــه فـيـكـمـا                         

                            من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خــذانـي فـجــرانــي بـبـردي إلـيـكـمـا                         

                             فـقـد كـنـت قـبـل الـيـوم صعـبـا قـياديـا

و قـد كـنـت عـطافـا إذا الخيل أحجمت                         

                             سـريـعـا لـدى الـهـيـجا إلـى مـن دعانيا

و بـالـرمـل مـنـا نـسـوة لـو شـهـدنـنـي                         

                             لـبـكيـن و فــديــن الـطـبـيب الـمــداويـا

فـمـنـهـن أمـي و ابـنـتـاهـا  و خـالـتـي                         

                             و بـاكـيــة أخــرى تـهـيــج الـبــواكــيـا

و مـا كـان عـهـد الـرمـل مـنـي وأهـله                         

                             دمـيـمـا ولا بـالـرمــل ودعــت قــالــيـا

 

قصيدة لمالك بن الريب التميمي …

قال فيها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله …

ولأن سابقت شاعرية الشعراء الزمان فسبقت الشباب، وظهرت بوادرها في مدارج الصبا، وملاعب الفتوة، فإن هذا الشاعر لم تنبثق شاعريته إلا على سرير الموت، وشفا المردى، على عتبة الدنيا خارجاً منها، وعتبة الآخرة داخلاً إليها. في الساعة التي يَعيا فيها الشاعر، ويؤمن فيها الكافر، ويضعف فيها القوي، ويفتقر فيها الغني، ولم تنبثق إلا بقصيدة واحدة، ولكنها كانت نفحة من عالم الخلود فخلد فيها

قصيدة وهبها للموت، إن تغنى له فيها، فوهب له الموت بها الحياة

لم يتفلسف فيها تفلسف المعري، ولا تجبر تجبر المتنبي، ولا أغرب إغراب الدريدي، ولكنه جاء بأقرب الأفكار، في أسهل الألفاظ، فجاءت من هذه السهولة عظمة القصيدة

والفنون كلها تموت يا سادة إن أكرهتها على الحياة في جو التكلف، التكلف في التفكير أو التعبير. إن الفنون لا تحيا إلا في الانطلاق والحرية

شاعر لم يعش شاعراً، ولكنه مات شاعراً

عاش عمره كله يغني بسنانه للحرب، لا يغني بلسانه للحب، لا يعمل لوصال الأحبة، وسلب القلوب، ولكن يعمل لقطع الطرق، وسلب القوافل. كان لصاً من أشهر لصوص العصر، ثم تاب ومشى إلى الجهاد في جيش ابن عفان، حتى أدركته الوفاة وهو على أبواب خراسان، فرثى نفسه بهذه القصيدة، التي لا أعرف في موضوعها ((أي رثاء الشاعر نفسه)) إلا قصائد معدودة في آداب الأمم كلها